هل استشعرت الخطر وعلمت حاجتك للتوبة؟ ..
من المقالة السابقة</A>
لماذا أتوب؟!
إن عرفت خطر الذنب وأنه سبب الحرمان وضيق الصدر .. سبب ظلمة القلب .. السبب فى أن تسقط من عين الله فتمشى فى الأرض حيران تائه لا تعرف ماذا تفعل ..
فالذنـوب تجعلك ذليلاً لشهواتك .. وهى سبب زوال النعم وحلول النقم .. وهى السبب فى محق البركة .. والسبب فى تعسير الأمور .. إن عرفت ذلك ستتعطش إلى العلاج،
وها هي خطوات العلاج بين يديك .. أنقشها على قلبك وضعها أمام عينيك ..
فأولى خطوات التوبة: اعترافك بذنبك واستشعارك لخطورته ..
قال "فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه"
[صحيح البخاري]
ولا تيأس إذا وقعت في هذا الذنب مرات أخرى عديدة،
قال "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكر ذكر"
[صحيح الجامع (5735)]
الخطوة الثانية: معرفة فضل التوبة .. حتى تشتاق لها نفسك ويتحرك لها قلبك،
من فضــــــائـــــــل التوبـــــــــــــــة:
1) حب الله لك ..
إذا ما تبت توبة صادقة سيحبك الله، قال تعالى {.. إِنَّ اللَّهَ يحِبّ التَّوَّابِينَ ..} [البقرة: 222]
وإن أحبك الله عز وجل ستحلّ جميع مشاكلك،
فقد قال تعالى في الحديث القدسي
"..فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"
[صحيح البخاري]
2) فرح الله عز وجل بك ..
قال
"لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها "
[صحيح مسلم]
3) يبدل الله سيئاتك حسنات ..
قال تعالى
{إِلَّا مَن تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأولَئِكَ يبَدِّل اللَّه سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّه غَفورًا رَحِيمًا}
[الفرقان: 70]
4) يمتعك متاعًا حسنًا ..
وليس كنعيم الدنيا الفاني،
قال تعالى
{وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكم ثمَّ توبوا إِلَيهِ يمَتِّعكم مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مسَمًّى وَيؤتِ كلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَه وَإِن تَوَلَّوا فَإِنِّي أَخَاف عَلَيكم عَذَابَ يَومٍ كَبِيرٍ} [هود: 3]
5) سبب للنصرة والفوز والفلاح فى الدنيا والآخرة ..
فيسدد الله خطاك ويعطيك كل ما تريد، قال تعالى
{..وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيّهَا المؤمِنونَ لَعَلَّكم تفلِحونَ}
[النور: 31]
ألم تشتهى التوبة بعد كل هذا؟ ألم تتحرك نفسك إلى التوبة ؟
الخطوة الثالثة: تعرف ربك وتتعلق به .. إن كنت تريد أن تعرف ربك، فعليك بالآتي:
1) اكثر من قراءة القرآن ..
قال
"أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا"
[صحيح الجامع (34)] ..
فليكن لك وردًا ثابتًا من القراءة لا تتركه أبدًا، لكي تصل ما انقطع بينك وبين الله ..
قال
"من سرهأن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف"
[صحيح الجامع (6289)] ..